الشيخ أبو محمد عبد الله الأشيري:
في عهد الدولة الموحدية نبغ في هذه الناحية شخصية لها وزنها في الحقل الثقافي والعلمي وكان لها شان عظيم بين كبار العلماء وهو أبو محمد عبد الله الأشيري نسبة إلى بلدة آشير بالجنوب الشرقي من ولاية المدية ببلدية الكاف الأخضر ناحية شلالة العذاورة ، في سفح جبل تيطري والتي كانت عاصمة التيطري قبل تأسيس مدينة المدية.
كان امام عصره في الفقه والحديث والأدب انتقل إلى الشام وسكن حلب الشهباء ففاق بها جميع علمائها كما قال ياقوت كان امام اهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة يتسابق الناس إلى الاخذعنه والتشرف بالانتساب اليه ويتفاخر الوزراء والملوك بمجالسته والاسترشاد بعلمه وارائه، استدعاه الوزير أبو المظفر عون الدين يحيى بن هبيرة وزير المقتفي وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي لاقراء الحديث وتدريس العلومه بدار السلام بغداد فسيره الملك اليه محفوفا بالاجلال والاكرام فاقرأ هناك كتاب الإفصاح وعن شرح معاني الصحاح بمحضر الوزير مؤلف الكتاب نفسه وهو شرح يحتوي على عشرة كتب شرح بها الوزير أحاديث الصحيحين وقد جرت للشيخ مع الوزير منافرة فتقاطعا ثم ندم الوزيرعلى موقفه هذا اتجاه الشيخ فاعتذر اليه واغدق عليه بره واحسانه ثم سار الشيخ من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام فمات ببقاع بعلبك سنة (561 ه) 1165 م.
بوقاسمي الطيب المدعو سي طيب الجغلالي (1916-1959):
ولد سنة 1916 ببلدية العمارية، من عائلة ميسورة الحال، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "رابح عليلي" وتلقّى في حضرته علوم الدين والفقه، فكان له ذلك منارة توجه حياته الشخصية والكفاحية، ترسّخت فيه عقيدة حب الوطن والكفاح من أجله حتى يتحرر من ربقة المستعمر، التحق "سي الطيب" بصفوف الحركة الوطنية سنة 1937وأسندت إليه مهمة تنظيم خلايا الحركة الوطنية بالمنطقة.
كانت للشهيد علاقات برجال الدين أمثال المشايخ: "فضيل اسكندر، بن دالي براهم، مصطفى فخار، سي علي طوبال"، وقد ساهمت هذه العلاقات في تعميق وعيه الديني والوطني، كما كان مداوما على الاتصال بالقيادة السياسية للحركة الوطنية ممثلة في: "ديدوش مراد، سويداني بوجمعة ودماغ العتروس"، مما عزز فيه انتماءه إلى الشعب الجزائري وساهم في صقل كفاءاته الميدانية.
اكتشفت السلطات الاستعمارية نشاطه فألقت القبض عليه وسجنته، ثم نفته من مسقط رأسه لمدة أربع سنوات، وعند اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 كان الشهيد من بين الأوائل الذين لبّوا النداء بالمنطقة، أسندت له مهمة جمع الأسلحة والأموال والتنظيم العسكري بمنطقة المدية، فتمكّن من إرساء قواعد ثابتة وقوية للثورة في مختلف مناطق الولاية، وفي سنة 1957 رقي إلى رتبة مسؤول منطقة بالولاية، ثم توجه بعدها إلى تونس خلال شهر نوفمبر 1958 حيث مكث بها عدة أشهر، وأثناء إقامته رقي إلى رتبة عقيد وأسندت له مهمة قيادة الولاية السادسة خلفا للعقيد سي الحواس، بعد عودة سي الطيب من تونس والتحاقه.
بالولاية الرابعة رتب أموره قصد التفرغ للمهمة الجديدة إثر تسليمه العهدة لمن خلفه وشدّ الرحال نحو الولاية السادسة، وفي طريقه إلى الولاية تعرّض ومن معه إلى كمين نصب لهم قرب بوسعادة، وذلك يوم 29 جويلية 1959 بمنطقة "القميع" بجبل الصحاري حيث نشبت معركة رهيبة سقط على إثرها العقيد سي الطيب الجغلالي شهيدا رفقة الرائد محمود باشن وثلاثة عشرة مجاهدا.
محمد مرزوقي (1927-2008):
ولد في 04 نوفمبر 1927 بالجزائر العاصمة، تعود أصول عائلته إلى قصر البخاري ولاية المدية، عضو مجموعة 22 التاريخية، تابع تعليمه حتى المرحلة الثانوية بالجزائر العاصمة، توجه إلى الحياة العملية فعمل في قطاع البريد آنذاك، التحق سنة 1944 بحزب الشعب ببلكور وأصبح قائد فوج، بعد تأسيس المنظمة الخاصة أصبح أحد أعضائها، تلقى تكوينا وتدريبا عسكريا على الأسلحة والمتفجرات.
بعد اكتشاف السلطات الاستعمارية لنشاط المنظمة الخاصة، قام أعضاء المنظمة بإتلاف وإخفاء كل الوثائق التي تدينهم، واتّخذوا كل الإجراءات الاحتياطية لتجنب الاعتقال، وباقتراح من بوعجاج شارك في 25 جويلية 1954 بالمدنية (كلوس سالومبي سابقا) في اجتماع ال 22 التاريخي، ومع اندلاع ثورة أوّل نوفمبر ترأس مرزوقي الكومندو المكلّف بمهاجمة مقر إذاعة الجزائر، ألقي عليه القبض بعد شهرين من اندلاع شرارة الثورة وبقي في السجن إلى غاية 1962 أين أطلق سراحه، توفي رحمه الله في 12 أفريل 2008 بعد مرض عضال ألّم به .
الرائد بوسماحة (1939-):
إسمه الكامل بوسماحة محمد محفوظ من مواليد مدينة البرواقية سنة 1939 ، عُرف باسم"موح البرواقي"، التحق بجيش التحرير الوطني سنة 1956 مع مجموعة من الشباب، في صائفة سنة 1960 أصبح نقيبا بالمنطقة السادسة للولاية الرابعة، أُلقي عليه القبض وسُجن، تمكّن من الفرار سنة 1961 ليعيّن مجددا على رأس المنطقة السادسة، بعد وقف إطلاق النار سنة 1962 تمّ ترقيته رفقة رفيقه في السلاح "لخضر بورقعة" إلى رتبة رائد، وقد عُرف عنه بَسالته وحِنكَته في إدارة المعارك والعمليات، خاصة تلك المنظمة داخل المدن على غرار قيادة عملية بوسط مدينة البرواقية التي تمّ خلالها القضاء على السفّاح "فرولي"، وعمليات أخرى بحي الأبيار بالعاصمة.
شريف قرطبي (1935-2010):
من مواليد 04 فيفري 1935 بالبرواقية ولاية المدية، ملحن وفنان، بدأت خطواته الأولى في خمسينات القرن الماضي، في سنة 1955 دخل المعهد البلدي للموسيقى في الجزائر تحت إشراف الأستاذ عبد الكريم دالي.
لحن للعديد من المغنّين، كما وضع الموسيقى التصويرية لعدة أفلام منها الفيلم الشهير حول الشيخ بوعمامة، وأيضا للعديد من المسرحيات منها: الزيتونة، الجواهر، ولأعمال عبد القادر علولة المسرحية كقالو العرب قالو، العيطة، الشهداء يعودون هذا الأسبوع وغيرها من الأعمال الدرامية، يعتبر من كبار الملحنين في الجزائر من أمثال علي ذباح (عليلو)، باتي، مصطفى قصدالي، بلاوي الهواري، محمود رشيد (شيخ نموس)، مصطفى سكندراني وعبد الغني بلقايد.
انتقل إلى جوار ربه يوم الجمعة 21 ماي 2010 بمرسيليا عن عمر 75 سنة إثر مرض عضال ألزمه الفراش.
إمام إلياس المدعو سي جمال (1937-1958):
من مواليد 27 أكتوبر 1937 بالمدية، من عائلة ميسورة الحال وفرت له الظروف المناسبة ليكون واحدا من طلبة ثانوية ابن شنب، لكن ذلك لم يبعد عن قضية شعبه، كان رياضيا في اختصاص العدو الريفي، وقد شارك بتلك الصفة في إحدى البطولات الفرنسية، وحين بلغه نداء الثورة الموجه للطلبة الجزائريين سنة 1956 لبّى النداء، والتحق بصفوف الثورة التحريرية، تدرّج في المسؤوليات إلى أن وصل إلى رتبة قائد كومندو في المنطقة الثالثة بجبل الونشريس في الولاية الرابعة التاريخية، وقد كان لهذا الكومندو دور بارز في محاربة العدو.
كما نجح تحت قيادته في تحقيق نتائج بارزة في جلّ المعارك التي خطّط لها ونفذها بإحكام، حتى أنه صار معروفا ومرهوبا من قبل قوات العدو تحت قيادة الشهيد إمام إلياس إلى أن استشهد سنة 1958 في اشتباك ضد الجيش الفرنسي بالمنطقة الثالثة الونشريس. وبعد استشهاده بقي الكومندو الذي قاده يحمل إسمه (كوماندو سي جمال).
بن رويس خديجة (1941-1961):
ولدت بحي الرمالي بالمدية، نالت حظا قليلا من التعلّم، بعد اندلاع الثورة التحريرية أصبح منزلها ملتقى المجاهدين، فكانت تزودهم بالأخبار وتحرّكات جنود الاحتلال وبعض الخونة.
بعد أن تأكد المستعمر من خطورة الدور الذي كانت تقوم به أسرة بن رويس، تمّ تدمير منزلهم بالكامل ومصادرة كل مقتنياته، بعد تلك الحادثة قررت خديجة الانضمام إلى صفوف المجاهدين، وتحيّنت فرصة خروج الجزائريين في مظاهرات كبرى بتاريخ 01 نوفمبر تزامنا مع الذكرى السابعة لاندلاع الثورة، فخرجت في مقدمة المسيرة، لكن عساكر العدو تصدّوا للمواطنين العزّل بالرصاص الحي، فأصيبت الشهيدة برصاصة قاتلة، لفضت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى العسكري بالمدية بتاريخ 03 نوفمبر 1961.
البركاني محمد بن عيسى:
شخصية تاريخية وعلم من أعلام مدينة المدية، ارتبط اسمه برائد المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر، كان البركاني قائد جيوش الأمير وخليفة له على المدية (التيطري) بحكم معرفته الدقيقة بعادات وتقاليد المنطقة وتضاريسها، كان رجل دين وحرب، ينتمي إلى أسرة مشهورة بالدين والتقى وهي موزعة في ثلاثة مناطق بالجزائر: شرشال، المدية، عزازقة (بالقبائل الكبرى)، وهي من أصول مغربية وبالضبط من مدينة (بركان) التي تنتسب إليها هذه العائلة.
انظمّ إلى الأمير عبد القادر حينما دخل المدية سنة 1835 م، وبعد أن تمكن ديميشال الفرنسي بجيوشه من دخول مدينة المدية بتاريخ 07 أفريل 1836، عاد الأمير عبد القادر إليها مجددا، وتمكن سنة 1937 من هزم ديميشال بعد معارك ضارية ودخول المدينة والإقامة فيها مدّة من الزمن، ثم استقبل فيها أعيان البليدة ونصب أخاه الحاج مصطفى خليفة له على المدية وعيّن محمد بن عيسى بركاني نائبا له، وقد فكان البركاني وراء تجهيز الجيوش لضمّ منطقة بسكرة إلى دولة الأمير عبد القادر...
وفي إحدى المعارك الشرسة الذي خاضها البركاني وهو متوجها إلى سوقر جرح بعد مقتل مصطفى بن سماعيل في 23 ماي 1843 ليستشهد في نفس السنة إلى جنب كل من خليفة مليانة بن علال الحاج السعدي والحاج العربي.
بن عامر أنيسة (1953-):
من مواليد 11 جانفي 1953 بمدينة قصر البخاري، ابنة الشهيد المثقف بن عامر وأخت الكاتبة سامية بن عامر المدعوة مايسة باي، بعد حصولها على الباكلوريا سنة 1972 التحقت بجامعة الجزائر لتدرس علم النفس الإكلينيكي، وتخرّجت منها بشهادة الليسانس، تقلّدت حقيبة وزيرة العمل 1992، ثمّ عضو في المجلس الوطني بين سنتي 1991-1997، ثم عضو في مجلس الأمّة بين سنتي 1994-1997 كرئيسة للجنة العمل والشؤون الاجتماعية.
بومهدي محمد (1924-2006):
من مواليد البليدة في 13 يناير 1924، أصله من العمارية، فنان تشكيلي، حاز على الشهادة الابتدائية سنة 1937 ، التحق بصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1942 ، ألقت عليه القبض بعد مشاركته في مظاهرات 8ماي1945 ، بدأت رحلته مع الفن سنة 1946 حين اشتغل بمصنع البرواقية للخزف الذي كان لأحد المعمرين، بعدها بسنة خرجت أولى أعماله للنور، لكن المصنع أغلق سنة1949 ، انتقل إلى فرنسا حيث زاول تكوينا هناك، عاد إلى البليدة ثم إلى العاصمة، كان يعمل في البريد المركزي نهارا وفي الليل يمارس حرفته كخزفي، بقي كذلك إلى غاية 1963.
في سنة 1965 عين أستاذا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر ومديرا في نفس الوقت، شارك في نفس السنة في ترميم قصر الشعب رفقة عدد من الفنانين من بينهم: محمد راسم، يلس، وعلي خوجة وغيرهم... التقى بالمهندس الفرنسي"بويون" الذي كان له الفضل في ما وصل إليه، خرجت أولى تحفه الخزفية الملوّنة من ورشته سنة 1967 والتي شكّلت بداية لأعمال فنية بقيت وستبقى خالدة عبر الأجيال، وهو مرجعا لكل الخزفيين الجزائريين، توفي رحمه الله في 28 ديسمبر 2006.
زيباك عبد القادر (1923-1986):
ولد في عام 1923 بالمدية، مناضل في حزب الشعب الجزائري، درس في معهد الإلكترونيك بغرونوبل في فرنسا، وتخرّج منه في المركز الأول عن دفعته، مارس لعبة كرة القدم إلى جانب كل من معوش وسنان، سجن سنة 1956 بسجن بول غزال (بوغزول حاليا)، ثمّ نفي إلى فرنسا، بعد استقلال الجزائر أوكلت إليه عدة مهام من بينها تولّيه وزارتي البريد والمواصلات ثم الأشغال العمومية.